أدانت دول عديدة في الشرق الأوسط الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل داخل إيران، ودعت إلى تهدئة عاجلة خوفًا من تصاعد المواجهة إلى حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة. شنت إسرائيل مئات الضربات التي استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، وأودت بحياة قادة بارزين في الجيش والبرنامج النووي الإيراني، في أخطر هجوم إسرائيلي على إيران حتى الآن. ردت إيران بإطلاق ما لا يقل عن مئة طائرة مسيّرة وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض معظمها. هدد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"عقاب شديد".

أعربت وزارات خارجية دول مجلس التعاون الخليجي – باستثناء البحرين – عن رفضها للهجمات، وطالبت بحل دبلوماسي للصراع. أصدرت كل من لبنان والأردن مواقف مشابهة. اعتبرت الخارجية السعودية الضربات "انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية"، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف العدوان. وأجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اتصالًا بنظيره الإيراني، مشددًا على ضرورة نبذ العنف.

رغم العداء التاريخي الذي تكنّه العديد من دول الخليج لإيران، لا ترى هذه الدول في اندلاع حرب مفتوحة بين طهران وتل أبيب أي مصلحة لها، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الإقليمية والاقتصادية. سقطت بعض الصواريخ الإيرانية في ريف جنوب سوريا، وأغلقت المدارس في جنوب لبنان، واعترض سلاح الجو الأردني طائرات مسيّرة وصواريخ فوق أراضيه، ما يعكس خطر اتساع رقعة الحرب.

تحتفظ إيران بشبكة من الحلفاء في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان. تشكل هذه الميليشيات عنصرًا رئيسيًا في عقيدة الدفاع الإيرانية، والتي تقوم على مفهوم "العمق الاستراتيجي"، حيث تعتمد طهران على حلفائها لخلق طبقات دفاعية متعددة. بموجب هذا المفهوم، يُفترض أن يرد الحلفاء على أي ضربة إسرائيلية عبر جبهات مجاورة.

لكن الواقع الميداني يشي بضعف هذه الشبكات. فقد خسر حزب الله جزءًا كبيرًا من قيادته في ضربات إسرائيلية خلال خريف العام الماضي، وصادرت الدولة اللبنانية بعض مخازن أسلحته. تعرّض الحلفاء الإيرانيون لضربات مستمرة خلال العامين الأخيرين، وفقدوا الكثير من قدراتهم.

أصدرت هذه الجماعات، يوم الجمعة، بيانات خافتة نسبيًا، من دون أي إشارات على نية التصعيد. أدان حزب الله الغارات لكنه أكد أنه لن يطلق الهجوم على إسرائيل، بينما أعلن الحوثيون دعمهم لحق إيران في الدفاع عن نفسها دون التلميح إلى خطوات هجومية. غاب عن المشهد الحماسي الذي رافق الضربة الإيرانية الأولى على إسرائيل في أبريل 2024، عندما أطلقت طهران الصواريخ والطائرات المسيّرة بالتزامن مع هجمات من لبنان والعراق وسوريا.

يحذّر تقرير الجارديان من أن أي تصعيد إضافي سيُفاقم هشاشة المنطقة ويعرّض دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات وقطر، لخطر مباشر، نظرًا لقربها الجغرافي من إيران ووجود قواعد أمريكية على أراضيها. إضافة إلى ذلك، يمكن لطهران تعطيل حركة النفط العالمية عبر مضيق هرمز، ما يهدد الاقتصاد العالمي، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة لاحتواء التوتر قبل أن يتسع إلى مواجهة لا يمكن احتواؤها.
 

https://www.theguardian.com/world/2025/jun/13/middle-east-nations-call-for-urgent-de-escalation-after-israel-strikes-on-iran